سلسلة تغريدات عن أزمة الطاقة في #تكساس

1- تعاني تكساس حاليا من أزمة طاقة خانقة. سبب الأزمة المباشر هو عاصفة ثلجية تاريخية صاحبها صقيع غطى الولاية كلها. البرد الشديد زاد الطلب على الكهرباء بشكل كبير، في الوقت الذي تجمّدت في عنفات الطاقة الهوائية والألواح الشمسية، فانخفض إنتاجها.
2- نتج عن ذلك ارتفاع تاريخي في أسعار الكهرباء والغاز. ثم ارتفاع في أسعار المنتجات النفطية بعد إغلاق المصافي بسبب الصقيع وانقطاع الكهرباء. تأتي هذه المشاكل رغم أن طاقة الرياح في تكساس هي الأكبر في أميركا الشمالية، والخامسة في العالم.
3- حاليا، إنتاج الكهرباء ليلا من طاقة الرياح يمثل 3% فقط من إجمالي الطاقة المركّبة، إلا انه يرتفع صباحا إلى 18%. إنتاج الطاقة الشمسية منخفض كثيرا وأقل حتى من التوقعات المنخفضة.
4- في كل نظام كهربائي حد أدنى يتم توليده من مصادر قادرة على توليد الكهرباء في كل الأوقات مثل الفحم والطاقة النووية والنفط. فوق ذلك، هناك الطلب المتغير، ويتم مقابلته بالغاز والطاقة المتجددة. فإذا زاد استخدام الطاقة المتجددة، فإنها تحتاج إلى المزيد من محطات الغاز الاحتياطية
5- بدأت الأزمة بزيادة الطلب في وقت انخفض فيه إنتاج الطاقة المتجددة بشكل مفاجئ، وليس بإمكان كل محطات الغاز الإحتياطية تغطية الفرق بينهما، فتناقصت كمية الاحتياطي الكهربائي، وارتفعت أسعار الكهرباء بشكل جنوني لأن التغطية لهذه الفروق تتم في السوق الحرة.
6- قامت محطات الغاز بدورها المعتاد، ثم زادت إنتاجها فوق ذلك مع ارتفاع الأسعار، إلا أن الضغط على محطات الغاز، إضافة إلى وجود الماء في بعض أنابيب الغاز، أوقف إنتاج الكهرباء في عدد من محطات الغاز الاحتياطية والتي من المفروض أن تغطي العجز في إمدادات الكهرباء من الطاقة المتجددة.
7- ارتفاع الطلب الكبير لم يكن متوقعاً، وأسبابه متعددة أهمها أن الأنظمة مصممة لمقابلة ذورة الطلب على الكهرباء في الصيف. البيوت مصممة كي يتم تبريدها بالمكيفات، بحيث تتخلص من الحرارة، وليس للاحتفاظ بالحرارة.كل عمليات الإنشاء مصممة لتبريد البيوت، وليس لحمايتها من البرد
8- البيوت والمنشأت مصممة لفروق في درجات الحرارة بحوالي 30 درجة فهرنهايت بين الشتاء والصيف.

المشكلة الآن أن فرق درجات الحرارة أكثر من 60 درجة فهرنهايت، وفي الاتجاه المعاكس.

كما ان أجهزة التدفئة المركزية تستهلك كهرباء أكثر من المكيفات. لهذا ارتفع الطلب بشكل شديد.
9- أضف إلى ذلك الهجرة الكبيرة في السنوات الأخيرة من الولايات الأخرى، خاصة كاليفورنيا، إلى تكساس. حتى الشركات الضخمة هاجرت من كاليفورنيا إلى تكساس بما في ذلك تويوتا، وتسلا، والذي نتج عنها نهضة عمرانية ضخمة، في بيوت مصممة للتبريدـ الأمر الذي أسهم في زيادة الطلب على الكهرباء.
10- قبل أن نستمر لابد من توضيح أن الموضوع سياسي أيضاً، ومن ثم فإن الجمهوريين سيلومون الطاقة المتجددة، بينما سيلوم الديمقراطيون الغاز والفحم والطاقة النووية. لهذا لايحتج بأقوال السياسيين وتصريحاتهم حول الأزمة، والأفضل التركيز على الارقام.
11- كما أن مؤيدي الحزب الجمهوري، بما في ذلك الخبراء، سينقدون أي تصريحات للمسؤولين الديمقراطيين، والعكس صحيح: سينتقد مؤيدو الحزب الديمقراطي، بما في ذلك الخبراء، أي تصريحات للسياسيين الجمهوريين. لهذا يجب توخي الحذر عند قراءة أو نقل ـي من هذه التصريحات.
12- وتحيز الخبراء سيكون واضحاً في أمرين. الأول من أي يوم يبدأ التحليل؟ من يوم تجمد الطاقة المتجددة، أم من يوم توقف محطات الغاز؟ والثاني من خلال التركيز على افنتاج المتوثع بدلا من نسبة التشغيل. الحقيقة أن هناك انقسام سياسي كبير حاليا حول أزمة الطاقة في تكساس.
13- السبب غير المباشر للأزمة هو السياسات الحكومية للولاية التي نتج عنها ضعف الاستثمار في البنية التحتية، والتي لم تتحمل ضغوط الأحمال الأخيرة. ومن المفروض أن يتم الاستعانة بإمدادات من الولايات الأخرى، ولكن السياسيين في تكساس قرروا منذ سنوات فصل قطاع الكهرباء عن الولايات الأخرى،
14- ومن السياسات الحكومية التي أسهمت في الأزمة حالياً تشجيع الاستثمار في طاقة الرياح بشكل كبير، وإعطاء منتجيها أولوية في الشبكة، ولأي كمية، وعدم وجود أي عقوبات إذا لم يلتزم المنتج بتوفير ماوعد به، بينما يعاقب الأخرون بإجبارهم على الشراء من السوق الفورية حيث الأسعار المرتفعة.
15- تشجيع محطات الرياح منع الاستثمار في بناء محطات تعتمد على المصادر الأخرى، وصيانة وتحسين المحطات الموجودة. هذه الأمور ظهرت اثارها في اليومين الماضيين عندما توقفت عدة محطات عاملة بالغاز تابعة كلها للقطاع الخاص الذي تعاقد مع الهيئة المنظمة للكهرباء.
16- خلاصة الأمر أن المشكلة بدأت بانخفاض إنتاج الطاقة المتجددة بسبب تجمدها، ولم تستطع محطات الغاز التعويض عن ذلك، إضافة إلى مشاكل بسبب اختلاط الماء بالغاز في بعض المحطات والأنابيب. تفاقم الأمر بسبب السياسات التي أعطت أولية للطاقة المتجددة، وجعلت محطات الغاز تغطي الفروق.
17- بالمناسبة، محطات الغاز التي تعتبر رديفا للطاقة المتجددة، لم تحسب تكاليفها في تكاليف الطاقة المتجددة، ولم تحسب انبعاثاتها على أنها ضمن الانبعاثات التي لابد منها بسبب تقطع الطاقة المتجددة. كما أن عائد محطات الغاز هذه بسيط جدا.
18- إلا أن المشكلة أكبر من تكساس لأن هناك عدة ولايات تعاني من نقص في إمدادات الكهرباء والغاز.
ولعله من سخريات القدر أن تعاني كاليفورنيا من نقص في امدادات الكهرباء والغاز لأنها تعتمد على تكساس!

وقد تعاني دول من نقص الغاز إذا منعت الحكومة الأميكرية تصدير الغاز المسال مؤقتا.
19- وعلينا أن نتذكر أن كاليفورنيا، والتي تقود حراك التغير المناخي والطاقة المتجددة، عانت من انقطاع كبير في الكهرباء خلال فصل الصيف لدرجة أن البحرية الأميركية تدخلت واستخدمت المولدات العاملة بالديزل على متن بوارجها للتخفيف من الأزمة.
20- والسؤال هنا: توجد العنفات الهوائبة المولدة للكهرباء في مناطق باردة مثل النرويج والسويد وكندا، ولاتتجمد، فكيف تجمدت في تكساس؟ أولا هناك طلاء معين وجهاز تدفئة يمنع التجمد ولكنه لم يتم استخدامه في تكساس. كما أن الزيوت والشحوم المستخدمة لاتناسب الجو البارد
21- خلاصة القول: الدروس المستفادة تتضمن عدم تبني الطاقة المتجددة إلا إذا كانت ضمن خطة متكاملة للنظام الكهربائي ككل، والذي يضمن تغطية العجز في الكهرباء الناتج عن تقطع الطاقة المتجددة، وعدم تفضيل مصدر على مصدر، وعائدٍ مجزٍ لكل أطراف الصناعة. والسلام عليكم!
You can follow @anasalhajji.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled:

By continuing to use the site, you are consenting to the use of cookies as explained in our Cookie Policy to improve your experience.