اين تتحرك مصر لمواجه تركيا في افريقيا؟ اهتمام صناع القرار في القاهره بامتداد مصر في افريقيا لا يتمحور فقط حول سد النهضه، و انما يشمل مقارعه تركيا و نفوذها المتزايد في دول الساحل و القرن الافريقي.
تحركات القاهره في افريقيا تتمحور حول ثلاث ركائز: ١) مكافحه ارهاب؛ ٢) شراكات اقتصاديه و مشروعات بنيه تحتيه؛٣) علاقات دبلوماسيه. التالي قائمه الدول التي تعطيها مصر اهتمام استراتيجي و قامت بالفعل بعدد من التحركات.
نيجيريا: تستثمر القاهره في علاقتها بابوجا لانها اكبر اقتصاد و نفوذ سياسي في القاره.في يناير ٢٠٢١، ارسل رئيس نيجيريا محمد بخاري رساله للقاهره، تضمنت طلبا للتعاون في المجالات الأمنية وخاصة مكافحة الإرهاب (بوكو حرام).
تستضيف القاهره مركز مكافحة الإرهاب لتجمع الساحل والصحراء، و يضم وفود استخباراتية، وأبرزها نيجيريا. اما اقتصاديا، في فبراير ٢٠٢٠ أبرمت مصر ونيجيريا شراكه لتأسيس شركة مساهمة لإنتاج وتصنيع أسطوانات البنزين والغاز الطبيعي في نيجيريا. مع زيارات وزارية للتفاوض علي مشاريع بنيه تحتيه.
غانا: بعد ابتعاد مصري عن غرب افريقيا، ابرمت مصر للطيران اتفاقا مع غانا في أكتوبر 2020 لإنشاء شركة طيران غانية باستثمارات مشتركة، بعد انسحاب اثيوبيا. مع نقاشات مستمره تطوير مصر لقطاع السكك الحديدية في غانا. اهميه غانا هو نفوذها كمقر أمانة منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
تنزانيا: لاسباب اقتصاديه و سياسيه (اهمها دحض ادعائات اثيوبيه بعدم رغبه القاهره في حدوث تنميه افريقيه) تعمل مصر علي بناء سد مائي مماثل للسد العالي في تنزانيا على نهر روفيجي، من خلال تحالف المقاولون العرب والسويدي بكلفه ٢.٩مليار دولار.
جنوب السودان: علي مدار سنوات اقامت القاهره علاقات متعدده الجوانب بجوبا، من خلال مشروعات بنيه تحتيه و خدمات صحيه و مساعدات انسانيه و تفاهمات سياسيه علي ملف سد النهضه، و الحديث/شائعات عن اقامه قاعده عسكريه (نفت جوبا لاحقا بعد معارضه اثيوبيه)، لذا زياره السيسي لجوبا لها دلاله مهمه.
الصومال: تسعي القاهره لموطئ قدم في القرن الافريقي بشكل عام، و اولوليات القاهره اقامه قاعده عسكريه في المنطقه (خصوصا بعد انشاء القاعده التركيه في ٢٠١٧)، مستعده مقديشو في محاربه تنظيم الشباب. كما تحافظ القاهره علي علاقات بالاقاليم المختلفه داخل الصومال كصومال لاند و بونت لاند.
الكونغو: احد اهم علاقات القاهره هي علاقتها بالكونغو (رئيس الاتحاد الافريقي الحالي). زياره للرئيس تشيسكيدي القاهره لطلب مشاركه مصر في إنشاء مدينة ذكية (كيتوكو)، علي غرار العاصمه الاداريه الجديده، مع تفائل القاهره بدور الكونغو في مفاوضات سد النهضه.
مع توسيع رقعه التحركات الدبلوماسيه لعدد من الدول، بدرجات متفاوته، مع ناميبيا وزامبيا و غانا و كينيا.
علي مستوي القاره، تحاول مصر اعاده احياء طريق القاهره-كيب تاون، الذي يصل القاره طوليا و يمر بعشر دول افريقيه: مصر و السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وجنوب إفريقيا. و اغراض مصر من الطريق تجاريه و جيوسياسية يعيد تموضع مصر داخل القاره.
ملف سد النهضه و المنافسه التركيه ( و المنافسه العربيه الي حد ما ) محفزات واضحه لتحركات القاهره في افريقيا، و محاولات تموضعها كشريك امني و تنموي لعدد من الدول الافريقيه مؤخرا. و هو تحول جوهري في رؤيه مصر لافريقيا بعد عقود من الغياب و الانسحاب من القاره. تمت.