قتل اليوم 12 عنصراً من مليشيات لواء الباقر الموالية لإيران، في كمين لتنظيم "داعش" شرق منطقة أثريا في ريف محافظة حماة، ضمن العملية العسكرية التي يحاول من خلالها النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، القضاء على التنظيم في البادية.
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء فشل النظام وحلفائه في القضاء على التنظيم في وسط سوريا، سوف أحاول من خلال هذه التغريدات توضيح أهمها.
السبب الأول، في فشل النظام وحلفائه في القضاء على "داعش" في البادية"، يكمن في أن العمليات العسكرية، تكون عبارة عن ردّات فعل غير منتظمة وتفتقر للاستراتيجية، وتكون دائما عقب الهجمات العنيفة للتنظيم، والتي تتسبب بخسائر فادحة للنظام وحلفائه
فعملية التطهير التي أعلن عنها منتصف 2020، كانت رداً على هجمات التنظيم على السخنة وحقلي آراك والهيل النفطية، أما عملية الصحراء البيضاء كانت رداً على مقتل الجنرال الروسي فيتشسلاف غلادكيخ، أما العملية الحالية هي رد على الهجوم الذي استهدف عناصر الفرقة الرابعة في ديسمبر 2020.
عمليات النظام وحلفائه ضد التنظيم، لم تقتصر على كونها ردّات فعل فقط، بل غابت عنها الخطط الاستراتيجية المتكاملة. فلا يملك الحلف المعادي للتنظيم مخططاً عسكرياً وزمنياً محدداً للقضاء على تلك الخلايا، بل يعتمد على هجمات متقطعة غالباً ما تكون برية دون عمليات إسناد جوي.
أما السبب الثاني للفشل في القضاء على "داعش" في البادية، هو التنافس الروسي الإيراني على النفوذ في شرق سوريا، فالقوات الروسية والإيرانية لا تلعب الدور الكافي في دعم العمليات العسكرية ضد خلايا التنظيم، وتركز فقط على تعزيز مناطق نفوذها في الحواضر المدنية في حمص وديرالزور وريف الرقة.
ويمتنع كلا الطرفين عن الدفع بثقلهم العسكري البري في معركة تطهير البادية، خوفاً من أن يستغل الطرف الأخر حالة الفراغ العسكري لتعزيز نفوذه. فالقوات الإيرانية لم تشارك في عملية الصحراء البيضاء، بينما تكتفي روسية بالمشاركة الجوية لإسناد قوات النظام المتقدمة برياً.
يعتبر الضعف الاستخباراتي سبباً من أسباب الفشل في القضاء على خلايا "داعش" في البادية. فشكل العمليات العسكرية ومناطق انطلاقها والنقاط المستهدفة، يؤكد أن القوى المهاجمة تجهل أماكن تمركز التنظيم والمواقع المحتملة لوجود خلاياه، كما تغيب عنها المعلومات التي يمكن من خلالها رصد تحركاته.
ويشكل وجود التنظيم في مناطق نائية في البادية بعيداً عن المجتمعات السكانية، عاملاً أساسياً في عدم قدرة النظام وحلفائه على الحصول على معلومات استخباراتية عن التنظيم، من خلال الأسلوب التقليدي الذي يقوم على تجنيد متعاونين خارج صفوف التنظيم، مهمتهم نقل التحركات وجمع المعلومات.
الاستراتيجية التي يتبعها التنظيم أيضاً، تلعب دوراً مهماً في جعل عملية القضاء عليه أمراً صعباً جداً، من خلال عدد من التكتيكات العسكرية، التي تساعده في البقاء.
أول تلك التكتيكات عدم إيجاد مناطق مواجهة مباشرة مع النظام وحلفائه، بحيث تكون الهجمات عبارة عن عمليات صغيرة لها أهداف محددة وتختلف زمنياً وجغرافياً في كل مرة. فالتنظيم يبتعد عن إيجاد مناطق سيطرة واضحة في المناطق المأهولة بالسكان في القرى والبلدات والمدن.
وذلك لأسباب عديدة، أولها تجنب وجود خطوط مواجهة فعلية تجعله تحت ضربات القوى المعادية له بشكل مباشر، ما يرهقه على الصعيد البشري والعسكري
كما تشكل عمليات التحرك المستمر في البوادي الشاسعة، وأسلوب حرب العصابات الذي يعتمده التنظيم، وقدرة عناصره على التخفي ضمن الطبيعة الجغرافية في البادية، عوامل إضافية تساعده على البقاء وتصعب من عملية ملاحقته.
تحتاج حرب القضاء على "داعش" إلى استرتيجية مشتركة بين القوى المتصارعة في البادية، خصوصا بين الروس والإيرانيين. كما تحتاج إلى عنصر أساسي آخر وهو مشاركة أكثر فعالية من الولايات المتحدة في حرب التنظيم داخل البادية، باعتبارها أحد أطراف النفوذ، وصاحبة القدرة العسكرية الأكبر في المنطقة.
أسباب فشل القضاء على "داعش" في البادية السورية؟ https://www.almodon.com/arabworld/2021/1/4/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9?fbclid=IwAR0OQZMfnHpU6ROdSin2CG7WtB4k2SaHpbh10Iq3CQLdjrmKj_aiMBJqXTI