إذا كنت تتحدث لغة واحدة فهذا الموضوع يهمك! وإذا كنت تتحدث لغتين فالموضوع يهمك أكثر 😊
هنا في هذا الـ #سرد #thread حديث سريع وحقائق مختصرة حول الثنائية اللغوية Bilingualism ملخصة من مصادر مختلفة ومنها محاضرات وكتب للمختصين.
فضّل التغريدة ❤️ ودوّرها 🔁وشاركها ♾مع كل من يتحدث لغتين
لنسأل أولا: كيف هو عقل من يتحدث لغتين؟

تقول اللغوية إلين بايلستوك: تتحكم الثنائية اللغوية في عقل ثنائي اللغة كله عموماً، أما الحقيقة الثابتة فهي: إذا كنت تعرف وتستخدم أكثر من لغة واحدة فإن كلا اللغتين تكونان نشطتين دائما، دائما حتى في المواقف التي تسيطر عليها لغة واحدة فقط!
هذا يعني أن نظامك اللغوي يا ثنائي اللغة مجبر على الاختيار بين اللغتين باستمرار.
ويعتقد كثير من الناس وبعض المختصين أن اللغتين يمكن التبديل بينهما بمفتاح تبديل! اضغط هنا تنتقل للفرنسية واضغط مرة أخرى تعود للعربية! أي أن ثنائي اللغة يحفّز اللغة التي يستعملها ويثبّط الأخرى حسب حاجته
لكن الحقيقة التي عليها الدلائل العلمية هي أن اللغتين تعملان دائما بالتوازي، والشخص ثنائي اللغة يتمكن - لا شعوريا في الغالب- من توجيه الاهتمام إلى لغة واحدة منهما مع بقاء الأخرى تعمل في الخلفية. وهذا يفسّر بوضوح ظاهرة التبديل اللغوي ولها حلقة بالمناسبة في @Alsun_Podcast تبث قريبا
هذا الوضع شرحه فرانسوا قروجان (لا تحاول نطق اسمه إلا إذا كنت تعرف الفرنسية 😅) شرحه في نظريته الشهيرة "الوضع اللغوي"
وباختصار يرى فغانسوا أن ثنائي اللغة يتموضع لا شعورياً في نقطة ما بين قطبين هما
لغة واحدة (أ+---------------+-------------+ ب) اللغتان معاً
متى يكون ثنائي اللغة في وضع (أ)؟ إذا وجد نفسه بين أشخاص لا يعرفون لغة أخرى، مثل طالب عربي مبتعث وجد نفسه أمام زملائه الأميركيين الذين لا يتحدثون سوى الإنجليزية.
ومتى يكون ثنائي اللغة في وضع (ب)؟ إذا وجد نفسه بين أشخاص يعرفون اللغتين اللتين يتحدثهما هو مثل الطالب العربي المبتعث الذي يجد نفسه أمام زملائه العرب الذين يتحدثون العربية والإنجليزية معا.
متى يكون ثنائي اللغة في وضع بين (أ) و (ب)؟
إذا وجد نفسه بين أشخاص يعرفون اللغتين اللتين يتحدثهما هو لكنهم يفضّلون الحديث بلغة معينة. وهذا يفسّر استخدام بعض الناس اللاشعوري (وليس الاستهبالي!) للغة أخرى أحيانا أثناء الحديث باللغة العربية مع العرب مثلاً.
وبالطبع تظل اللغتان عاملتان في جميع هذه الأوضاع الثلاثة، وقد يكون الاهتمام منصبا على واحدة من اللغتين كما شرحنا أو عليهما معا كأن يتحدث شخص يجيد العربية والإنجليزية إلى أصدقائه العرب الذين لا يعرفون سوى العربية في مقهى ويجلس على طاولة قريبة منه أشخاص يتحدثون الإنجليزية ...
... فهو يسمع العربية من أصدقائه والإنجليزية من جيرانه ويحاول التركيز ليتحدث إلى أصدقائه بالعربية فقط.

وضع معقد.. صح؟!

تأمل كيف سيزيد هذا التعقيد لو أن الشخص كان متعدد اللغات أي يتحدث ثلاث لغات أو أكثر!
بالمناسبة.. هناك سؤال مهم وعميق..
من هم أصحاب الثنائية اللغوية؟
من الذين يمكن أن نقول عنهم هم ثنائيو اللغة؟
فغانصوا قغوجون يرى أنهم أولئك الذين يستخدمون لغتين فأكثر في حياتهم اليومية
وهو تعريف بعيد عن التعريف القديم لثنائي اللغة: "من يتحدث لغتين بطلاقة تامة وبدون لكنة".
والفرق أن التعريف الحديث شامل يقسّم الناس إلى وحيدي اللغة (يعرفون لغة واحدة فقط) وثنائيي اللغة (يعرفون لغتين فأكثر)
أما التعريف القديم فينطوي على خلل منطقي، إذ يشتمل على ثلاثة أقسام:
1) وحيدو اللغة، 2) ثنائيو اللغة الذي "يتقنون" لغتين فأكثر، 3) ويترك شريحة كبيرة من الناس ممن يعرفون لغتين فأكثر معرفة غير كاملة بلا بيان أو تعريف.
مشكلة الثنائية اللغوية أن يُنظر إليها أحيانا من وجهة نظر وحيدي اللغة😅
فلا يستطيع أن يفهم وحيد اللغة كيف أن ثنائي اللغة يتحدث لغة بطلاقة وأخرى بتعثّر، أو يكتب بإحداهما ولا يكتب بالأخرى، أو أن يتحدث بلغة ما عن موضوعات محددة ولا يمكنه الحديث عنها بلغته الثانية رغم طلاقته باللغتين..
تتطور الثنائية اللغوية في عقول المتحدثين بلغتين أو أكثر بطرق مختلفة وربما في أوقات مختلفة وبيئات متنوعة ولأهداف مختلفة. ولذلك مع كل هذه الاختلافات فليس من المنطقي أن يكون لدى ثنائي اللغة كفاية متساوية في كل اللغات التي يتحدثها أو تحتل دماغه!
طيب سؤال مهم آخر!

كيف يحدد ثنائي اللغة أن ينتقل من وضع (أ) أحادي اللغة إلى وضع (ب) ثنائي اللغة؟

هناك 4 عوامل تحدد ذلك ونتحدث عنها لاحقاً بإذن الله
هناك 4 عوامل تحدد اختيار اللغة التي سيتحدث بها ثنائي اللغة: الجمهور المستمع (أو المشارك في الحوار)، والموقف، والموضوع، والهدف.
العامل الأول واضح. إذا كنت تعرف الفرنسية والعربية مثلا فلن تتحدث للفرنسيين الذي لا يعرفون العربية إلا بالفرنسية. وهذا يفسر التساؤل المتكرر :أتحدث مع إنجليزي يعرف أكثر من لغة لكنه لا يحدثني إلا بالإنجليزية!

أنت لن تبدل لغتك من العربية إلى الهندية مع عمك حتى لو كنت تعرف الهندية!
وقد يكون شخص واحد من المشاركين في الحوار لا يعرف إلا لغة واحدة من اللغتين اللتين يتحدثهما الكل ما عداه، فيتحدث المشاركون كلهم أدبا بلغة واحدة هي تلك اللغة التي يجيدها ذلك الشخص. ربما يحدث هذا شعوريا أو لا شعورياً أي أنهم يتفقون على ذلك صراحة أو يجدون أنفسهم هكذا دون اتفاق.
العامل الثاني الذي يحدد اختيار اللغة بالنسبة لثنائي اللغة هو الموقف ويعني تخصيص لغة معينة للتواصل في موقف أو مكان محدد.

بعضهم مثلاً يتحدث الإنجليزية في محيط العمل فقط، والإسبانية في الحي الذي يسكنه (لأنه يسكن في محيط إسباني)، والعربية في البيت (لأنها لغة بيته)، وهكذا…
العامل الثالث في تحديد اللغة بين اللغتين هو الموضوع، فقد ينتقل الطبيب الذي يتحدث العربية طول الوقت مع أصدقائه الأطباء إلى الحديث بالإنجليزية حين يشرح إجراءه لعملية أو يصف تشخيصه لمرض أو يتحدث عن آخر الأبحاث في تخصصه وربما عاد إلى العربية مباشرة بعد ذلك.. وهكذا فلكل موضوع لغته
العامل الرابع هو الهدف، مثل شخص صيني داخل مجموعة تتحدث الإنجليزية فقط ما عدا زميله الصيني الآخر فيستخدم اللغة الصينية بهدف نقل كلام سري له وحده لا يفهمه بقية المجموعة، وتحدث بين العمال كثيرا إذا كان رئيسهم لا يجيد لغتهم!
وقد يكون الهدف مجرد السب أو الاستعراض والاستهبال اللغوي😏
أخيراً سنلقي نظرة سريعة على حياة الإنسان ثنائي اللغة من عمر الرضيع حتى بلوغ سن الرشد... لاحقاً بإذن الله
You can follow @HeshamAlqadi.
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.

Latest Threads Unrolled:

By continuing to use the site, you are consenting to the use of cookies as explained in our Cookie Policy to improve your experience.