بما إن هالفترة التحليلات السياسية طاغية على المشهد ، ايش رايكم نتكلم عن حجم تأثير الأزياء في حياة الأشخاص السياسيين وليش مهم يختارون الزي المناسب مع الحدث ، وكيف تُستخدم الأزياء لإرسال رسائل صامتة أو مبطنة ؟

ثريد :

البعض يعتقد ان الإهتمام بالملابس عند السياسيين أمر سطحي بينما هو العكس تماماً في كثير من الدول ، الموضة والملابس لها دور كبير في تعزيز رسالتهم و توجههم ، وممكن تكسبهم الرضى الشعبي الي يخدمهم أو السخط الي يضرهم أحياناً

مثل ماري تود لينكولن زوجة الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن لما كانت تظهر بملابس ومجوهرات فاخرة و مترفة في وقت كانت أمريكا تعاني فيه من حروب أهلية و الرئيس كان يطالب بسياسات تقشفية ، مظهرها المترف بهذه الظروف كان وحدة من أسباب سخط الشعب على الرئيس

و مثل الملك إدوارد الثالث لما منع أفراد العائلة المالكة من لبس الفرو الطبيعي والي كان أغلى قطع الملابس تكلفة لأسباب اقتصادية صعبة كانت تمر فيها البلد سابقاً https://twitter.com/wejdanfashion/status/1128480254824255489?s=21

بالمقابل اليزا ريد السيدة الأولى لدولة ايسلندا في حفل توزيع جوائز سينمائي أشترت لبس الحفل من متجر خيري لبيع الملابس المستعملة بهدف جمع التبرعات للصليب الأحمر ، بهذه الخطوة حصلت هي و زوجها الرئيس على دعم و رضى شعبي كبير ، و غرد عنها حساب الصليب الأحمر و قالوا إنها تبدو جميلة https://twitter.com/raudikrossinn/status/968416371007741952

جاكلين كيندي زوجة الرئيس جون كينيدي أيقونة الموضة الشهيرة والي كان لها دور كبير في تنشيط اقتصاد الأزياء في أمريكا لما كانت تلبس من مصممين أمريكيين مثل رالف لورين واللي كانو بوقتها أقل من مستوى الماركات الأوروربية مثل Chanel و Gucci ، ساعدت بشكل كبير على شهرتهم وتسليط الضوء عليهم

بيرني ساندرز،مرشح لرئاسة أمريكا سابقاً،كان يظهر غالباً ببدل واسعة و شعر شبه أشعث و كان يتفاخر بعدم ارتداءه بدل التوكسيدو الفاخرة،لأن كان توجهه الرئيسي هو دعم الطبقة العاملة في أمريكا وعشان يتوافق مظهره مع توجهه كان يتعمد هذا المظهر حتى يكون قريب و توصل رسالته وتأثر بالشكل المطلوب

هيلاري كلينتون في أحد خطاباتها ، لبست اللون البنفسجي هي و زوجها بيل كلينتون ، اللون البنفسجي في أمريكا يرمز للإتحاد والوحدة للشعب ، و أتطرقت في خطابها عن أسفها للإنقسام الكبير الي صاير بأمريكا بين الأحزاب الجمهورية و الديموقراطية

و على ذكر البنفسجي ،في التاريخ البريطاني اللون البنفسجي مرتبط ارتباط وثيق بالعائلة الملكية البريطانية،كان من أكثر الألوان الي ترمز للثراء لصعوبة استخراجه و صبغه للملابس،و حاكم تيودور بإنجلترا في القرن السادس عشر أصدر قانون بمنع أي شخص من لبس هذا اللون بإستثناء العائلة المالكة فقط

و لأن هذا اللون صار مرتبط فيهم بشكل وثيق ، ميقان ماركل لبست بنفسجي في أحد المناسبات الملكية لما ظهرت شائعات كثير انها راح تخرج من القصر وكان هذا ببداية زواجها ، وقتها قالت الصحف انها رسالة مبطنة من ميقان لبقائها في القصر وسط العائلة الملكية

و في حفل البافتا للسينما بلندن ، كانوا جميع الحاضرين لابسين اللون الأسود لدعم حملة #Metoo ضد التحرش الجنسي ، لكن كيت ميدلتون والي هي ضيف رئيسي بالحفل خالفت و لبست أخضر زمردي ، لأن البروتوكول الملكي يمنع أفراد العائلة من المشاركة في أي حملات أو حركات حقوقية أو سياسية ، لكن #يتبع

لكن لبست الأخضر و الي كان أحد ألوان الإنتفاضة النسوية Suffragette في القرن العشرين ببريطانيا ، وكان رمز اللون الأخضر عندهم هو رمز الأمل بمستقبل أفضل للنساء ، و لبست كمان مجوهرات بحجر الزمرد والي يرمز للتمكين الأنثوي

ميلانيا ترامب معروفة بأناقتها الرائعة ، لكن على الأغلب ما تقع في خطأ اختيار القطعة المناسبة للحدث و الأوضاع الراهنة ، في أحد خطاباتها عن Covid بنفس فترة الفوضى و الإحتجاجات على العنصرية في أمريكا خرجت بزي شبه عسكري بالرغم ان خطابها كان عن الوباء والصحة لكن #يتبع

لكن صحف و حسابات الموضة شبهت مظهرها بالديكتاتوريين و الفاشيين أمثال هتلر و موسليني في توقيت مثل هذا التوقيت الي كانت فيه احتجاجات بأمريكا على الظلم العنصري وكأنها تدعم الحرب والقمع ضدهم ، و البعض قال ان خطابها كان عن الصحة المفترض الألوان واللبس يكونون أقل حدة

و في زيارتها لكينيا برحلة السفاري ، أنتقدوا بشدة لبسها للقبعة البيضاء الي ربطوا جذورها بقبعات المستعمرين البيض لأفريقيا سابقاً والي كانت تشبهها إلى حد كبير

و القطعة الي أثارت جدل كبير جداً،لما زارت بشكل مفاجيء أطفال اللاجئين على الحدود بين أمريكا والمكسيك وكانت لابسة جاكيت مكتوب عليه " أنا حقاً لا أهتم ، هل تهتم؟"وصار هجوم حاد عليها و بعض المنظمات صممت قطع مشابهة بنفس العبارة ومبيعاته كانت تبرعات لحلول مشاكل الهجرة القانونية للاجئين

كانت الأميرة ديانا تحب تظهر حس التمرد عندها لما يصير عندها الفرصة ، زي لما لبست قطعة التشوكر الثمينة أو عقد الرقبة كطوق للرأس ، هذا من الأمثلة لبعض التصرفات البسيطة الي تحب تظهر فيها حسها الفردي في الأناقة و القليل من التمرد على قوانين المظهر والبروتوكول للأسرة المالكة

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي بالأمس لبست بدلة رسمية من كارولينا هيريرا باللون العاجي ، هذا اللون يرمز لحزب المرأة الوطنية وهو منظمة سياسية أمريكية بدأت في 1913 وكانت من مطالبهم حق التصويت وأختاروا اللون الأبيض كرمز للنقاء ومحاربة العنف المُمارس ضدهم بسبب مطالبهم

وماكانت أول مره يتم اختيار هذا اللون في لحظات سياسية محورية مثل هذه في أمريكا ، قبلها كانت جيرالدين فيرارو في الثمانينات 1984 لما كانت أول امرأة تقبل ترشيح الحزب الديموقراطي لها ، وبعدها هيلاري كلينتون في 2016 بنفس المناسبة واللون بعد قبولها لترشيح الحزب الديموقراطي

أما لبسها للقميص الداخلي بفيونكة كانت عليه تعليقات كثير ان هذا رد صامت لوقوفها ضد سياسات ترامب،بعد فضيحة تسجيل لترامب بتعليق مسيء عن النساء ظهرت بالمقابل حركة رد من النساء اذا حضروا للمناظرات والخطابات الي يكون فيها وكانو يرمزون لأنفسهم بلبس هذا القميص ( بفيونكة مربوطة على العنق)

الغريب بعد هذه الفضيحة لترامب و حرب الإعلام عليه ظهرت ميلانيا ترامب بعدها بأيام بنفس القميص الي يرمز للحركة ضد ترامب ، و كأنها رسالة مبطنة وصامتة لوقوفها ضد زوجها لكن بدون أي تعليق صريح منها

توضيح : البعض بالمنشن يعلّق ان ممكن تكون هذه الملابس مجرد ملابس عجبتهم و لبسوها مو لازم يكون لها رسالة ، ممكن هذا الكلام صحيح نسبياً لكن الصحافة ( بالذات البريطانية ) عندهم ماترحم و يحللون كل قطعة وكل حركة جسد وابتسامة ونظرة وهم كسياسيين واعين طبعاً لهالنقطة و لازم يستغلونها

هيلاري كلينتون في حملتها الإنتخابية الأخيرة خصصت ميزانية أكبر لمستشارين المظهر وكانت تستشير آنا وينتور رئيسة تحرير ڤوغ ، لأنها كانت مهتمة تعطي الانطباع المناسب والمُلفت وتجدد بمظهرها عشان تكسب الناس حتى عن طريق صحافة الموضة ، وكل ماكان ظهورها أكثر زاد هذا من شعبيتها

و يُقال انها ولت إهتمام أكبر لمظهرها بعد الهجوم الحاد عليها من الإعلام لما طلعت وأتكلمت عن عدم المساواة في الدخل والأوضاع الاقتصادية الصعبة وكانت لابسة جاكيت من أرماني ب 12 ألف دولار ، أعتبروه نوع من التناقض انها تتكلم بصوت ومشاعر الشعب عن وضع اقتصادي صعب وهي مو حاسة فيه

على العكس ميشيل أوباما ، لما كانت أمريكا تمر بأزمة اقتصادية كان أغلب ظهورها بملابس وماركات عادية مثل Gap و H&M ،لأن الإعلام راح ينتقد ظهورها بشكل فاخر للغاية و محاولة استفزاز الشعب بهذه الأوضاع حتى لو كان بشكل غير مقصود ،بالرغم حتى لو لبست من مصممين بيكون كثير منه هدايا أو إعارة

و قالو مستشارين مظهر البيت الأبيض ان مافي ولا رئيس كان يلبس بدلات فاخرة تتجاوز قيمتها ال 7 الاف دولار الا دونالد ترامب من Armani و Hugo boss ، وقالوا ان ماكانت فكرة التواضع بملابسه فكرة محببة له بالرغم من معرفته ان هالشيء ممكن يستميل الناس له لكن كان غير مبالي بهذه الفكرة

على العكس أغلب الرؤساء السابقين في البيت الأبيض بدلهم كثير منها ما يتجاوز الألفين دولار ، و كان أوباما يحرص تكون بدله من مارتن جرينفيلد والي كان نشاطه التجاري يدعم وظائف كثير في نيويورك للأمريكيين

ميقان ماركل في آخر ظهور لها بجلسة بودكاست كانت لابسة تي شيرت مكتوب عليه R.B.G و هو يرمز للقاضية روث بادر غينسبورغ الي دافعت بقوة عن حقوق المساواة بين الجنسين داخل المحكمة العليا ، وهذه من الآراء الغير مقبولة في القصر الملكي ، حتى بالرغم من انفصالهم عن القصر تعرضت لإنتقادات حادة

و ظهرت بنفس المقابلة بماسك كان مكتوب عليه " عندما كانو تسعة " و كان يشير لتفاوت أعداد الجنسين في المحكمة و هيمنة الرجال،و قالت الصحف ان القصر الملكي ماكان راضي عن هذا التعبير الصارخ في الأمور والشؤون السياسية ، و معروف عن العائلة الملكية التحفظ وموقف الحياد الشديد حول هذه القضايا

و لأن الملكة ضروري تلتزم بالحياد الشديد ، لكن مايمنع انها كانت تحاول تظهر بعض مما يجول في خاطرها بطريقة صامتة ، و هي عارفة ان الصحافة البريطانية بتقوم بواجبها في التوضيح بصوت عالي بدون ماتدخل نفسها ودولتها بمشاكل

هنا مثلاً : https://twitter.com/wejdanfashion/status/1242734479107555334

وفي استقبالها أيضاً لدونالد ترامب ، لبست تاج مُزين بأحجار الروبي كان هدية لها من شعب بورما و المتعارف عليه كمعتقد عن حجر الروبي هو للحماية من الشر ، لكن توقيت لبسها لهذا التاج في حضور ترامب مايعتقدون كان صدفة وهي عارفة مسبقاً الصحافة ايش بتقول