
أدرجت في بورصة نيويورك في أبريل 2019 وارتفعت من 14.5 الى 50 دولار في بضعة أيام وبعدها بأشهر قليلة تهاوت إلى 2 دولار!
انها شركة "جوميا"
#JMIA أو كما يطلق عليها "أمازون أفريقيا"
كيف كان تقرير شركة سيترون للأبحاث
@CitronResearch سببا للانهيار وكيف أنقذت الجائحة هذا السهم اليوم

أولا دعونا نتعرف على الشركة الأمريكية سيترون للأبحاث
كسبت سمعة واسعة منذ تأسيسها عام 2011، أصدرت أكثر من 150 تقرير مفصل لكشف احتيالات بالشركات المدرجة. أحد أكبر دوافعها هو دعم الشفافية وكذلك جني الأرباح نظير عملياتها بالبيع على المكشوف. مؤسسها المستثمر وال"محقق" Andrew Left

تأسست جوميا بنيجيريا 2012 متخصصة بالتجارة الالكترونية بالأزياء والالكترونيات. بدأت الشركة إنشاء منصات وتطبيقات مثل

حجوزات الفنادق Jumia Travel

توصيل الطعام Jumia Food

الدفع الالكتروني Jumia Pay
تعتبر أول شركة أفريقية ناشئة يصل تقييمها الى مليار دولار (يونيكورن) عام 2016

تغطي جوميا 14 دولة أفريقية (من ضمنها مصر) وتم ادراجها في بورصة نيويورك بأبريل 2019 وهنا بدأت الأحداث
جمع الاكتتاب 196 مليون دولار عند حوالي 14.5 دولارا للسهم ولكن قام بالتحليق خلال أيام الى قرابة 50 دولار - تقييم بأكثر من 5 مليار دولار!
كيف وصلت قيمتها بعد ذلك ربع مليار فقط؟

بدأت الأحداث المثيرة في 19مايو 2019 عندما أصدرت شركة سيترون تقريرها المدوي متهما عملاق التجارة الالكترونية بالاحتيال
كان الاتهام يدور حول نشرة اصدار الأسهم التي قدمتها جوميا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC عند طلب ادراج الأسهم بالبورصة
ما هو هذا الاتهام بالضبط؟

استهل التقرير بذكر أن قيمة السهم تساوي 0 وأنه لا يمكن الاعتماد على معلومات نشرة الإصدار لأنها احتوت على معلومات مغلوطة ومضللة
ذكر التقرير كذلك أن الدافع للاكتتاب هو التخارج قبل سقوط الشركة بعد استنزاف مئات الملايين من النقد وانخفاض المبيعات (خسائر متراكمة مليار دولار في 2018)

الاتهام هو عدم مطابقة أرقام نشرة الاصدار مع ما تم عرضه سريا على مستثمرين قبل الادراج بستة أشهر. مثال:

ذكرت النشرة أن عدد العملاء 2.7 مليون ولكن بالعرض السري كان 2.1 مليون

41% من الطلبات كانت إما مرتجعة أو لم يتم ايصالها أو ألغيت – لم يتم ذكر هذه المعلومة الجوهرية بالنشرة!

رغم رفض شركة جوميا للاتهامات وتفنيد كل الأرقام الجوهرية إلا أن السهم تهاوي بأول يوم من نشر التقرير ب 16% وبعدها لمسار هابط حتى وصل 2.15 دولار في مارس 2020
لكن الجائحة غيرت تماما المعادلات وكانت سببا في ازدهار ونشاط فوري في أعمال الشركة بل وحتى سيترون تراجعت عن توقعاتها!

خلال خمسة أشهر فقط ارتفع سعر السهم (نتيجة للجائحة) من القاع (2 دولار) حتى 20 دولارا وكان متذبذبا بعدها حتى استقر إغلاق الأمس على 19 دولارا
ما قصة تغريدة 9 أكتوبر التي ساهمت بجعل سعر السهم يرتفع 90% حتى يوم أمس؟ التغريدة هي من سيترون نفسها والتي تفائلت بالسهم الآن، فماذا تغير!

تراكمت الأسئلة على سيترون حول نيتهم بيع سهم جوميا على المكشوف بعد الارتفاعات الأخيرة. تم الرد بتغريدة ب 9 أكتوبر:

"لن نقوم ببيعه على المكشوف"

"الجائحة علمتنا درسا: معدل العوائد والمخاطر للبيع على المكشوف للشركات الالكترونية غير مشجع اطلاقا"

"الأسوء قد مضى بالنسبة لجوما"


وفعلا أصدرت شركة سيترون تقريرها المحدث منذ أيام عن شركة جوميا (مع سبب تغيير توجهها بسبب الجائحة)، و أعتقد شخصيا أن الشركة بدأت تشتري بالسهم

أفاد التقرير أن السوق الأفريقي واعد وأن التركيبة السكانية ستساعد بانتعاش التجارة الإلكترونية
رابط التقرير
https://citronresearch.com/wp-content/uploads/2020/10/Jumia-The-Generational-Buy.pdf


هل هذا يعني أن سيترون لم تجني الأرباح من تقريرها الأول؟ بلى، وقد أعلنت نتائج صندوق التحوط الخاص بها (Hedge Fund) عن عام 2019 محققا أرباحا قدرها 43%.
لكن لا نعلم إن كانت هناك خسائر خلال 2020 فهذا ما سنراه عند إعلان نتائج 2020.
رابط خبر عن نتائج 2019
https://www.reuters.com/article/us-hedgefunds-citron/lefts-citron-hedge-fund-posts-43-gain-in-first-year-idUSKBN1Z529M


زخم الجائحة والفرص التي قدمتها قد تكون طوق نجاة لقيادة شركة جوميا نحو تحقيق الأرباح الذي تتوقعه الشركة بحلول 2022
درس بسيط لنا هو عدم الاعتماد الكلي على تقارير خارجية وتعزيز ثقافة دراستنا المستقلة لجدوى الاستثمار لأن المتغيرات قد تتسارع فتتبدل معها بوصلة اتجاهات السهم تماما


أخيرا، ذكرت شركة سيترون أن السواد الأعظم (وليس الكل) من تقاريرها أدت بالفعل إلى تهاوي أداء الشركات المستهدفة وأن أكثر من 50 شركة تم إخضاعها للتحقيق من قبل السلطات التشريعية.
----
أشكر الأخ الغالي عبدالله مشاط
@AbdullahMashat اقتراحه الجميل لكتابة هذا الثريد.
دمتم بخير
Tip: mention @twtextapp on a Twitter thread with the keyword “unroll” to get a link to it.