ثريد حول الصحافة الاستقصائية:
1-بالتزامن مع صعود الثورات الملونة في العالم لا سيما في مطلع الألفية، برزت الصحافة الاستقصائية كأحد الادوات الفاعلة لكشف ملفات "الفساد" تحت شعار ان الحقيقة ملك للجماهير الرازحة تحت وطأة المشاكل السياسية والاجتماعية.
1-بالتزامن مع صعود الثورات الملونة في العالم لا سيما في مطلع الألفية، برزت الصحافة الاستقصائية كأحد الادوات الفاعلة لكشف ملفات "الفساد" تحت شعار ان الحقيقة ملك للجماهير الرازحة تحت وطأة المشاكل السياسية والاجتماعية.
2-تعتمد هذه الصحافة على ما تسميه Whistleblowers كمصدر للمعلومات، واللافت ان معظم الملفات الدسمة التي فضحتها هذه الصحافة استهدفت دولا معادية للغرب من جهة، أو جهات غربية متعارضة مع الدولة العميقة في دولها.
3-عالميا، ترعى الصحافة الاستقصائية عدة هيئات "غير حكومية" ابرزها ICIJ و GIJN و OCCRP. وفي منطقتنا، تعتبر ARIJ عرابة الصحافة الاستقصائية العربية، وهي التي تعمل على تدريب وتمويل الصحفيين الاستقصائيين في منطقتنا ولا سيما في الاردن ولبنان ومصر وغيرهم.
4-في بلادنا، برزت ظاهرة الصحافة الاستقصائية مع انطلاق قناة الجزيرة ونجمها في حينها يسري فودة لتنتقل بعدها الى قناة الجديد ووحدتها الاستقصائية الغنية عن التعريف. واللافت، ان ARIJ لعبت ولا تزال دورا محوريا في تدريب تلك الوحدة وتمويل تقاريرها بحسب القناة ذاتها.
5-من هنا، يظهر البحث حول ARIJ علاقة عضوية بينها وبين ICIJ و GIJN و OCCRP. فهذه المنظمة هي شريكة مع المنظمات الثلاث، كذلك فان المديرين التنفيذيين في الهيئات الاربعة يتبادلون المناصب في هذه الهيئات، والصحافيون المشاركون في ARIJ هم ايضا اعضاء في الهيئات الثلاث.
6-الدور السياسي البارز الذي تلعبه الصحافة الاستقصائية، لا سيما في الثورات الملونة، يدفعنا للبحث عن الجهة الملونة بناء على القاعدة الشهيرة "من يدفع للزمار يحدد الايقاع". اللطيف هنا ان هذه المنظمات الاربع تتمول من المصادر ذاتها، وهنا يبرز جورج سوروس اله الثورات الملونة كأكبر ممول.
7-كذلك، فان الهيئات الرسمية الاميركية وعلى رأسها وزارة الخارجية الاميركية والUSAID وNED وFORD Foundation المعروفة بعلاقتها بالCIA تعتبر ممول اساسي لعدد من هذه المنظمات. اضافة الى ذلك، تعلن وزارة الخارجية الاميركية تمويلها لتقارير استقصائية في دول تعتبر "غير ديمقراطية" بتعريفها.
8-لست متابعا للاذاعات اللبنانية، لكن في المرحلة الاخيرة لفتني اداء نجم الصحافة الاستقصائية اللبنانية في قضية تفجير مرفأ بيروت الارهابي، حيث كان واضحا بالنسبة لي انه يحاول بحركات بهلوانية لعب دور المدعي العام والمحقق والقاضي، فاستذكرت اداء فارس خشان وراغدة درغام عام 2005.
9-ختاما، اميركا لا تنفق قرشا واحدا الا على مشاريع تخدم اهدافها السياسية. وبالتالي، فانها تستخدم الصحافة الاستقصائية للضغط او اقصاء خصومها من جهة، ولابتزاز عملائها وضمان ولائهم من جهة خاصة وان "الفساد" في الدول الريعية هو نمط معاش يبدأ بالوظيفة ولا ينتهي بتوزيع مقدرات الدولة.
10- على الهامش، نشر نجم الصحافة الاستقصائية تحقيقا لoccrp الممولة من وزارة الخارجية الاميركية يفضح املاك الoffshore لرياض سلامة. هل يعني ذلك ان اميركا رفعت الغطاء عن سلامة او انها محاولة جديدة لابتزازه ليزيد من انبطاحه؟
ما سردته الجديد اليوم في "تحقيقاتها" يستند الى مستندات الoccrp الممولة بحسب موقعها من وزارة الخارجية الاميركية.