لا أريد أن أعلق على إعلان التطبيع والتبادل الدبلوماسي الكامل بين إسرائيل والإمارات، فوجهة نظري في هذا الصدد معروفه، وهي أن السلام لا بد أن يقوم على أسس واضحة حتى يكون التطبيع دائماً ومستمراً ومقنعاً للشعوب.
وهكذا فإنني أريد أن استذكر أوقاتاً قريبة عندما فتحنا المكتب التجاري الإسرائيلي وأقمنا مع إسرائيل علاقتنا علنية بعد انعقاد مؤتمر مدريد للسلام. وكان هدفنا من ذلك تشجيع إسرائيل على الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967
بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، وفق المقررات الدولية والمبادره العربية للسلام التي طرحها الملك /عبدالله رحمه الله.
ورغم وضوح موقفنا وانسجامه مع الموقف العربي والدولي الشامل، فإننا نُهاجَم حتى اليوم في كل مناسبة بسبب تلك العلاقة.
ورغم وضوح موقفنا وانسجامه مع الموقف العربي والدولي الشامل، فإننا نُهاجَم حتى اليوم في كل مناسبة بسبب تلك العلاقة.
وأنا أتفهم ذلك، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الموضوع، ولكن ما لفت انتباهي هو التبرير الذي رافق الإعلان عن الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل، وهو أن إسرائيل جمدت مقابل هذا الإتفاق ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن،
كما أنه سيُسْمح بفضل هذا الإتفاق للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى. يا له من تبرير مضحك ومبك في آن واحد ويحاول أن يتذاكى على العقول. فماذا عن هضبة الجولان السورية المحتلة التي ضمت ؟ وماذا عن مزارع شبعا اللبنانية المحتلة؟
على أي حال فهذا الموقف يثير بعض الأسئلة:
على أي حال فهذا الموقف يثير بعض الأسئلة:
فهل جاء إعلان الإتفاق الآن دعماً للرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة؟ أم هو في الوقت نفسه ثمن لتمرير صفقة طائرات ال F35 التي طلبتها الإمارات من واشنطن ووعد نتنياهو بالمساعدة في تمريرها؟ أو هو كذلك لتحسين صورة أبوظبي في أميركا؟
أم هدفه انقاذ خطة السلام التي اعلنت عنها الادارة الامريكية وعرفت بصفقة القرن ولاقت رفضا عربيا وعالميا؟ وهل هناك لدى أبو ظبي خطة سلام لا نعرف عنها من شأنها إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية؟!
يقول أصحاب الإتفاق المعلن عنه إن بإمكان الراغبين في الصلاة في القدس أن يسافروا إليها عن طريق مطار أبوظبي، كما قالوا في وقت سابق إن السفر إلى جزيرة سقطرى اليمنية يتم أيضاً عبر أبو ظبي مع العلم أن في الجزيرة قوات سعوديه ومع ذلك لا يمكن السفر لها عبر الرياض.
فهل أصبحت أبو ظبي عاصمة الخلافة الجديدة حتى يسافر القطريون والمسلمون الآخرون إلى القدس للصلاة في الأقصى عبرها فقط؟! سبحان الله يتصالحون مع اسرائيل ويحاصروننا!
إن الشعب العربي والخليجي أذكى من أن نسوق له مبررات واهية مثل القول بوقف قرار ضم الأراضي والصلاة في الأقصى في ظل الوهن العربي الراهن وبالتالي فلا داعي لتلك المبررات.
وأنا أؤكد أنني مع السلام ومع علاقات متكافئة مع إسرائيل، والشعب الفلسطيني لم يعطنا تفويضاً بأن نقرر عنه مستقبله.
وأنا أؤكد أنني مع السلام ومع علاقات متكافئة مع إسرائيل، والشعب الفلسطيني لم يعطنا تفويضاً بأن نقرر عنه مستقبله.
وأنا لدي أصدقاء كثر في أميركا وإسرائيل وأتواصل معهم باستمرار، ويؤسفني أن أقول إنهم يستخفون بعقول قادتنا، وإن لهم أهدافا واضحة ربما يحترمها المرء، ولكن هل لنا نحن العرب أهداف غير الدسائس والمغامرات ليحترمها الغير؟
أنا لا أريد أن أتكلم عن الجامعة العربية ومجلس التعاون لأنهما حاله ميؤوس منها