حول تفجير لبنان
هناك مستويان مختلفان للتفكير في مآلات المشهد اللبناني؛ المستوى الأمني والمستوى السياسي. أمنيًا قد تشهد لبنان في الأيام القادمة اغتيالات متعددة تحت عنوان الانتقام. أما على الصعيد السياسي فأعتقد ستبدأ مرحلة تدويل لبنان نفسه، وليس تدويل قضية التفجير فقط.
هناك مستويان مختلفان للتفكير في مآلات المشهد اللبناني؛ المستوى الأمني والمستوى السياسي. أمنيًا قد تشهد لبنان في الأيام القادمة اغتيالات متعددة تحت عنوان الانتقام. أما على الصعيد السياسي فأعتقد ستبدأ مرحلة تدويل لبنان نفسه، وليس تدويل قضية التفجير فقط.
بالنسبة للقوى الإقليمية والدولية فإن التدخل في لبنان اليوم أكثر إغراءً من أي وقت مضى، بسبب تضخم الصراع في البحر المتوسط بدءًا من طرطوس وانتهاءً بطرابلس ليبيا. وبعد قضية الانفجار أصبح المجتمع اللبناني أكثر قابلية للتدخلات الدولية.
لكن السؤال: أي الدول أكثر قدرةً على التدخل؟
لكن السؤال: أي الدول أكثر قدرةً على التدخل؟
هي دولة واحدة لا ثاني لها، وهي فرنسا. أولاً لأن فرنسا لا تمتلك عداء في الداخل اللبناني، فعلاقاتها جيدة مع جميع التيارات. ولا ننسى أن فرنسا رفضت تصنيف الجناح السياسي لحزب الله بأنه إرهابي كما فعلت ألمانيا وبريطانيا، وهذا ما جعلها تحافظ على علاقاتها مع كل التيارات اللبنانية.
ثانيًا: على الصعيد الثقافي لا تملك دولة في العالم حضورًا في لبنان أكبر من الحضور الفرنسي، والإرث التاريخي عامل طبيعي في ذلك.
ثالثا: فرنسا هذه المرة ستجد دعمًا دوليًا وإقليميًا كبيرًا للتدخل في لبنان، ستكون مدعومة أوروبيًا بهدف خلق توازن مع الوجود الروسي والتركي على البحر المتوسط.
ثالثا: فرنسا هذه المرة ستجد دعمًا دوليًا وإقليميًا كبيرًا للتدخل في لبنان، ستكون مدعومة أوروبيًا بهدف خلق توازن مع الوجود الروسي والتركي على البحر المتوسط.
وستكون فرنسا مدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا للتدخل في لبنان لغرض فك هيمنة حزب الله على بعض مفاصل الدولة اللبنانية.
وستكون كذلك مدعومة سعوديًا وإماراتيًا بهدف قطع الطريق أمام الأتراك الذين فُتحت شهيتهم للتوسع الإقليمي منذ انقلاب 2016.
هكذا توافرت لفرنسا كل المقوّمات المطلوبة.
وستكون كذلك مدعومة سعوديًا وإماراتيًا بهدف قطع الطريق أمام الأتراك الذين فُتحت شهيتهم للتوسع الإقليمي منذ انقلاب 2016.
هكذا توافرت لفرنسا كل المقوّمات المطلوبة.
أستبعد تركيا لأسباب مختلفة، أهمها أنها لا تملك أرضية في لبنان تجعل دورها مستقرًا، فالتيارات اللبنانية باختلاف امتداداتها الدولية والإقليمية لن ترحب بتركيا. أستبعد كذلك إيران لأنها الآن في مأزق حقيقي على الصعيدين المحلي والدولي، ولأن إيران أصلاً جزء من الصراع في المشهد اللبناني.
أخيرًا:
رجوع فرنسا مرة أخرى إلى الشرق الأوسط عبر البوابة الرسمية أمر لا يبشر بخير، لكن انعدام الأفق في الوضع اللبناني قد يدفع إلى ذلك.
والمفترض أن الجامعة العربية تطرح مبادرة عربية لاستيعاب الأزمة، لكن لا يمكن ذلك؛ لأن العرب بوضعهم الحالي هم أنفسهم جزء من المشكلة.
رجوع فرنسا مرة أخرى إلى الشرق الأوسط عبر البوابة الرسمية أمر لا يبشر بخير، لكن انعدام الأفق في الوضع اللبناني قد يدفع إلى ذلك.
والمفترض أن الجامعة العربية تطرح مبادرة عربية لاستيعاب الأزمة، لكن لا يمكن ذلك؛ لأن العرب بوضعهم الحالي هم أنفسهم جزء من المشكلة.